شكرا لتفاعلكم بارك الله فيكم
الجزء الرابع
دخل العاص بن الربيع داره في ليلة عاصفة ، ثم طرق باب حجرة زوجته ، ففتحت له ، فاندفع نحو ولديه ((علي و أمامة )) و راح يقبلهما و هو يبكي !!
قالت زوجته :
ما يبكيك يا ابن الخالة ؟
قال الزوج : يبكيني أنك معرضة عني !! نعيش في دار واحدة و كلانا بعيد عن صاحبه !!
قالت زينب : إن أبي محمدا هو رسول الله ، و قد رأيتك تنكر عليه هذه الرسالة السماوية ، و تتبع دين قومك ، و تندفع و إياهم في طريق الضلالة و المكابرة !!
أفتريد مني بعد ذلك أن أكون قريبة منك و أنا مسلمة و مؤمنة برسول الله ، و أنت مشرك و مؤمن بالأصنام !؟
قال الزوج : لا تكوني قاسية علي يا زينب !!
و حقك و حق أولادي ، إنني لا أتهم أباك بشيء معيب ، و لا أحمل له في نفسي حقدا أو كراهية ... و لكنني يا بنت الخالة مرغم أن أتبع قومي ولا أتخلف عنهم خوفا من الملامة و العتاب !!
قالت زينب :
كن كما تشاء يا ابن الخالة .!! و إن شئت تركت لك دارك و اتخذت لنفسي دارا أخرى أعيش فيها مع ولدي إلى أن يقضي الله بما يشاء !!
سمع الزوج كلام زوجته ، فارتاع و انتفض ذعرا و صاح :
أبدا .. أبدا يا زينب .. ! لا تتركي داري أبدا .. إنني لن أستطيع العيش بعيدا عنك و عن أولادي ، فرحمة بي يا زينب ، فأنا في عذاب أليم .. وحزن مرير..!!
* * *
في هذه الفترة كان عداء المشركين للمسلمين قد اشتد و تصاعد..
و كان أعداء رسول الله يطاردونه ، و يلحقون الأذى به و بأنصاره الذين آمنوا به و اتبعوه ..!
ووقع حادث أليم حزن له رسول الله أشد الحزن !!لقد مات عمه أبو طالب .. و قد كان له الدرع الواقي ضد الأعداء !!
ثم ماتت خديجة زوجته و أم زينب .. و هي السيدة الشريفة التي ضحت بكل ما تملك في سبيل نصرة الإسلام و شد أزر الرسول !!
و لقد شعر النبي صلى الله عليه و سلم بعد موتها أنه فقد قوة كبيرة كان يعتمد عليها في نشر دعوته و كفاحه ضد قريش .
لهذا أذن رسول الله لبعض المسلمين بالهجرة إلى بلاد الحبشة ، و منهم عثمان بن عفان الذي هاجر إليها و معه زوجته رقية بنت الرسول .
ثم هاجر النبي و أصحابه إلى المدينة ، بعد أن استقر فيها أرسل رسولا إلى مكة فحمل إليه بنتيه أم كلثوم و فاطمة !!
أما زينب فقد بقيت في مكة مع زوجها وولديها ، تعاني أنواعا أليمة من التفكير و الحزن و الحنين !!
إنها حزينة لفقد أمها خديجة !!
حزينة لوحدتها و موقف زوجها الذي ما زال مشركا !!
و إنها لتحن حنينا متواصلا إلى رؤية والدها الرسول الذي هاجر إلى المدينة بعدما لاقى كثيرا من العذاب و الاضطهاد !!
لقد كانت حياة زينب في مكة بعد هجرة أبيها و أختيها و موت أمها حياة مليئة بالأحزان و الدموع و المناجاة ، حافلة بالمقاساة و ألآلام !!
نهاية الجزء الرابع
في انتظار ردودكم العطرة لطرح الجزء الخامس